للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الشاعر:

تكلف إدلاج السرى والودائق

والمودق: معول الشر؛ فهذا معنى أتان وديق. ومنه قيل: استودقت.

وأما قوله: استحرمت الماعزة، وهي ماعزة حرمى، وبها حرام، فإن "الخليل" قال: الحرمى من الشاء والبقر هي المستحرمة، يقال: استحرمت حرمة، أي أرادت السفاد، وهن حرامى ومستحرمات، فجعل ذلك في الشاء والبقر، ولم يخص الماعزة. وقال أيضا: تقول: حرم الرجل، إذا لج في الشيء ومحك. فكأن هذا مأخوذ منه؛ لأنه كاللجاج والمحك. وقال: يقال: قد حرم الشيء، إذا وجب. ومنه قراءة من قرأ: (وحِرم على قرية" أي واجب. والحرمة والحرام بمنزلة الوداق والضبعة، إلا أنه من هذا.

وأما قوله: قد حنت النعجة، وهي حان، وبها حناء؛ فقال "الخليل": إذا أمكنت النعجة الكبش يقال: قد حنت، وهي حانية؛ وذلك من شدة صرافها، فجعل الصراف في النعجة بمنزلة الوداق/ والحرام، وجعل الحناء مطاوعة الصارف فحلها، كأنه اشتق من الحنو، يقال: حنت الأم على ولدها وحنت إليه تحنو إذا برته وأشفقت عليه.

<<  <   >  >>