وفي حديث أن النبي- صلى الله عليه- قال:"إني والسفعاء الحزين الحانية على ولدها كهاتين يوم القيامة- وأشار بإصبعيه". وبين "الخليل" أن الحنو غير الصراف بقوله: إمكان النعجة، فهذا معنى النعجة الحانية.
وقال "أحمد بن يحيى"- رحمه الله: نعجة حان، بغير هاء، وقد بينا دخول التأنيث وسقوطه في مثل هذا.
وأما قوله: صرفت الكلمة، وهي صارف وأجعلت أيضا وهي مجعل، وكذلك السباع كلها؛ فإنه قد روي عن "الأصمعي" أنه قال: قولهم: صرفت الكلبة ليس من كلام العرب، ولكنه من توليد أهل الأمصار. وقد قال "الخليل"- وهو أقدم من الأصمعي في اللغة وأعلم وأثبت رواية عن العرب: إن الصراف: حرمة الشاء والبقر والكلاب، وقد صرفت تصرف صروفا، فهي صارف، وجعل ذلك في الشاء والبقر أيضا، ولم يخص السباع. وذكر "الخليل" أيضا: أن صرف الدهر: حدته، وهذا يدل على أن صراف الشاء والسباع وغيرها مأخوذ من الحدة. ومنه قولهم: صرف البعير بنابه يصرف صريفا؛ وذلك حين يحرق أحدهما بالآخر، والصرف: الزيادة أيضا في قيمة الذهب والفضة، ونحو ذلك لكل واحد منهما على الآخر.
وقال "الخليل" أيضا: كلبة مجعل، وقد أجعلت، إذا أرادت السفاد وهي تجعل إجعالا، فالجعال فيها بمنزلة الصراف، ويم يذكر السباع، وهي في معنى الكلاب، وقال: يقول أهل الحجاز: ماء مجعل وماء جعل إذا ماتت في الجعلان والخنافس. والجعلان ضرب من الخنافس تولع بالروث، وتلتزق به وتدحرجه في الطريق. وواحدها: