ميت: مويت، على زون فعيل، وسيد: سويد كذلك، فأدغمت الواو في الياء، ونقل فعيل إلى فيعل، وهذا قول ضعيف، لا يقاس عليه، ولا يقال إلا بالحدس والظن، ومن التخفيف الميتة، كقول الله عز ذكره:(إنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ المَيْتَةَ والدَّمَ) وهي ما خرجت روحه من غير أن يذكى، وميمها مفتوحة. فأما الميتة، بكسر الميم فهي الموت نفسه، ولكنها نوع منه؛ ولذلك بنيت على فعلة، مثل الجلسة والمشية، يقال: ماتت ميتة سواء، والموتة بالواو: المرة الواحدة، كما قال تعالى (إنْ هِيَ إلاَّ مَوْتَتُنَا الأُولَى) والموتان: كثرة الموت، وهو الوباء، يقال: وقع في الناس موتان كثير، وفي المال يعني الإبل والبقر ونحوهما، والموتان من ارض الخراب التي لم تعمر بعد. وكذلك الموات من الأرض. والموات: اسم يقع على الجماد كله كالحجارة والنبات. وهذا يبطل ما قاله "الأصمعي" وحكاه عن العرب في الشجر ويقال: مات فلان، وأماته الله، وقوله- عز ذكره:(يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ ويُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ) معناه المؤمن من الكافر، والكافر من المؤمن. وقال أيضا:(وَيُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا) أي يعمرها بعد الخراب بالزرع والنبات والخصب وقوله [تعالى]: (أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وجَعَلْنَا لَهُ نُورًا) معناه كان كافرا فهديناه، ويقال: قلب ميت، أي بليد، وفلان ميت، أي جاهل. ويسمى الحرف المتحرك حيا، والساكن ميتا. وهذا دليل عموم الموت في كل شيء.
وأما قوله: نفقت الدابة، إذا ماتت فلا يقال في شيء غيرها، إلا أن يستعار لإنسان محله في الإنسانية محل الدابة، وفعله: نفق ينفق نفوقا، وهو أيضا خروج روحها من بدنها، وهو مأخوذ من النافقاء، وهو جحر من جحرة اليربوع/ ينتفق منها إذا طلب،