قال له: كيف تقضي إذا عرض لك القضاء؟ قال: أقضي بكتاب اللَّه. قال: فإن لم تجده في كتاب اللَّه. قال: أقضي بسنة رسول اللَّه. قال: فإن لم تجده في سنة رسول اللَّه. قال: اجتهد رأي لا آلو. قال: فضرب بيده في صدري وقال: الحمد للَّه الذي وفق رسول رسول اللَّه لما يرضي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-".
١٥٧٠٧ - عمر بن أيوب الموصلي، ثنا جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران قال: "كان أبو بكر إذا ورد عليه خصم نظر في كتاب اللَّه فإن وجد فيه ما يقضي به قضى به، وإن لم يجد نظر هل كان من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فيه سنة فإن علمها قضى بها، وإن لم يعلم خرج فسأل المسلمين فقال: أتاني كذا وكذا فنظرت في كتاب اللَّه وفي سنة رسوله فلم أجد في ذلك شيئًا فهل تعلمون أن نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قضى في ذلك بقضاء؟ فربما قام إليه الرهط فقالوا: نعم. قضى فيه بكذا وكذا. فيأخذ بقضاء رسول اللَّه".
١٥٧٠٨ - قال: وحدثني غير ميمون بن مهران "أن أبا بكر -رضي اللَّه عنه- كان يقول عند ذلك. الحمد للَّه الذي جعل فينا من يحفظ عن نبينا -صلى اللَّه عليه وسلم-، وإن أعياه ذلك دعا رءوس المسلمين وعلماءهم فاستشارهم فإذا اجتمع رأيهم على الأمر قضى به".
١٥٧٠٩ - وحدثني ميمون (١) "أن عمر كان يفعل ذلك، فإن أعياه أن يجد في القرآن والسنة نظر هل كان لأبي بكر فيه قضاء فإن وجد أبا بكر قد قضى فيه بقضاء قضى به وإلا دعا رءوس المسلمين وعلماءهم فاستشارهم فإذا اجتمعوا على أمر قضى بينهم".
١٥٧١٠ - أبو إسحاق الشيباني، عن الشعبي، عن شريح "أن عمر كتب إليه: إذا جاءك أمر في كتاب اللَّه فاقض به ولا يلفتنك عنه الرجال، فإن أتاك ما ليس في كتاب اللَّه فانظر سنة رسول اللَّه فاقض بها، فإن جاءك ما ليس في كتاب اللَّه ولم تكن فيه سنة من رسول اللَّه فانظر ما اجتمع عليه الناس فخذ به، فإن جاءك ما ليس في كتاب اللَّه ولم يكن فيه سنة ولم يتكلم فيه أحد قبلك فاختر أي الأمرين شئت، أن تجتهد رأيك ثم تقدم فتقدم، وإن شئت أن تأخر فتأخر