وَلا أَعْلَمُ إلَّا خَيْرًا، اللَّهُمَّ إن كَانَ مُحْسِنًا فَجَازِهِ بإحْسَانِهِ، وإن كانَ مُسِيئًا فَتَجَاوَزْ عَنْهُ" (١).
وإن كَانَ صغِيرًا أو بَلَغَ مَجنُونًا واسْتَمَرّ قال: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ ذُخْرًا لِوالدَيْهِ، وَفَرطًا وأَجْرًا وشَفِيعًا مُجَابًا، اللَّهُمَّ ثَقِّلْ بِهِ مَوَازِينَهما، وَأَعْظِمْ به أُجُورَهما، وألحِقْه بِصَالِح سَلَفِ المُؤْمِنِينَ، واجْعَلْه في كَفَالَةِ إبْراهيمَ، وقِهِ بِرَحْمَتِكَ عَذَابَ الجَحِيمِ.
وإن لم يَعْرِفْ إسْلامَ والِدَيْه، دَعا لَمَوالِيهِ.
وَيقُولُ في دُعائِهِ لامْرَأة: اللَّهُمَّ هَذِهِ أَمَتُكَ، ابْنَةُ أَمَتِكَ، نَزَلَتْ بِكَ، وَأَنْتَ خَيْرُ مَنْزُولٍ به. ولا يقُولُ: وَأَبْدِلْها زَوْجًا خَيْرًا من زَوْجِها!
ويقولُ في خُنْثَى: هذا المَيِّتُ ونحوه.
وإن عَلِمَ من المَيِّتِ غَيْرَ الخَيْرِ فلا يقولُ ولا أَعْلَمُ إلَّا خَيْرًا.
وَيقَفُ بَعْدَ الرَّابِعَة قليلًا، ولا يأتي بدعاءٍ ولا بغيرِهِ، ويُسَلِّمُ وَاحِدَةً عن يمينِه ويباحُ ثانيةً عن يسارِهِ، ويَرْفَعُ يَدَيْهِ مع كُلِّ تَكْبِيرَةٍ. وَيُسَنُّ وقُوفُه مَكانَهُ حَتَّى تُرْفَعَ.
(١) أخرج أبو يعلى في "مسنده" (٦٥٩٨)، وابن حبان (٣٠٧٣) من حديث أبي هريرة عن النَّبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان إذا صلَّى على جَنَازَة يقُولُ: "اللَّهُمَ عَبْدُكَ وابْنُ عَبْدِك كانَ يَشْهَدُ أن لا إله إلَّا اللهُ، وأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُك وَرَسُولُكَ، وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ إن كَانَ محسنًا فَزِدْه في إِحْسَانِهِ، وإن كانَ مُسيئًا، فاغْفِرْ لَهُ، وَلا تَحْرِمْنا أَجْرَهُ ولا تَفْتِنَّا بَعْدَهُ" وإسناده صحيح، وقال الهيثمي في "المجمع" (٣/ ٣٣). "رجاله رجال الصحيح".