(٢) إن كان يعني المصنف أنَّه إذا زار المسجد النبوي يسلم على النبي -صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه فهذا ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما وغيره، أما إذا كان يعني شَدَّ الرَّحْلِ إلى زيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- لا إلى مسجده فهذا لم يَصِحَّ فيه حديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال العلامة الشيخ عبد الرحمن بن قاسم في حاشيته على "الروض المربع" (٤/ ١٩٠) عند قول الشيخ منصور البهوتي (وتستحب زيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وقبري صاحبيه رضي الله عنهما): "أي ومسجد النبي -صلى الله عليه وسلم-، والصلاة فيه، وهو مرادُ من أطلق من الأصحاب، فإن الصلاة في مسجده -صلى الله عليه وسلم- خير من ألف صلاة فيما سواه إلَّا المسجد الحرام" ثم أفاض في الكلام على هذا المسألة فليراجعه من شاء. (فائدة): سمعت شيخَنا العلَّامةَ مُحَمَّدًا بنَ سُليمانَ الجَرَّاحَ الحَنْبَلي رحمه الله تعالى يقول عن حاشية ابن قاسم الآنفة الذكر: "كُلُّ الصَّيْدِ في جَوْفِ الفَرَا، حاشية ابن قاسم العاصمي على شرح الزاد لم تترك شيئًا؛ ففيها ما أغنى وكفى".