الحَمْراءِ، فَيُسَلِّمُ على جَنَابِهِ الشَّريفِ فيقولُ: السَّلامُ عَلَيْكَ يا رسول الله، وإن زَادَ على ذَلِكَ فَحَسَنٌ، ولا يَرْفَعُ صَوْتَهُ، ثُمَّ يَسْتقبلُ القِبْلَةَ، والحُجْرَةُ عن يَسارِهِ قَريبًا لِئَلَّا يَسْتَدْبِرَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَدْعُو (١)، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ قليلًا من مَقَامِ سَلامِهِ نحوَ ذِراعٍ على يمينِهِ، فَيُسَلِّمُ على أبي بكرٍ -رضي الله عنه- ثُمَّ يَتَقَدَّمُ نحوَ ذراعٍ على يمينِهِ، أيضًا، فَيُسَلِّمُ على عُمر رَضِيَ الله عنه.
ولا يَتَمَسَّحُ بِقَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يمسُّهُ ولا حائِطَهُ، ولا يُلْصِقُ بِهِ صَدْرَهُ ولا يقَبِّلُه.
وَتُسَنُّ الصَّلاةُ بِمَسْجِدِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأن يَأْتيَ مَسْجِدَ قُباءَ فَيُصَلِّيَ فيه ركعتينِ، وعادَ إلى قَبْرِ رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَدَّع، وأعادَ الدُّعاءَ.
(١) قال العلَّامة ابن قاسم العاصمي في "حاشيته على الروض المربع" (٤/ ١٩٣): "هكذا ذكره بعض الأصحاب، وغيرهم مُجَرَّدًا عن الدليل، قال الشيخ (يعني شيخ الإسلام ابن تيمية): ولا يدعو هناك مستقبل الحُجرةِ، فإنه منهيٌّ عنه باتفاق الأئمة، ومالك من أعظم النّاس كراهةً لِذَلِكَ، ولا يقفُ عند القبر للدعاء لنفسه، فإن هذا بدعةٌ، ولم يكن أحد من الصحابة يقف عنده يدعو لنفسه، ولكن كانوا يستقبلون القبلة، ويدعون في مسجده؛ فإنه قال: "اللَّهُمَّ لا تجعل قبري وثنًا يُعْبد"، وقال: "لا تجعلوا قبري مسجدًا، وصلوا حيثما كنتم، فإن صلاتكم تبلغني" فأخبر أنَّه يسمع الصلاة والسلام من القريب، وأنَّه يبلغ ذلك من البعيد". اهـ مختصرًا.