للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويُكْرَهُ تركُهُما، والأَكْلُ والشُّرْبُ بشمالِهِ إلَّا من ضَرورةٍ، وإن جَعَلَ بيمينه خُبْزًا وبشمالِهِ شيئًا يأْتَدِمُ به، وَجَعَلَ يَأْكُلُ من هذا ومن هذا، كُرِهَ لما فيه من الشَّرَهِ؛ ولأَنَّهُ أَكَلَ بِشِمَالِهِ.

ومَنَ أَكَلَ أو شَرِب بِشمالِهِ شاركَهُ الشَّيطانُ في ذلك. وإن نسيَ التَّسْميةَ في أَوَّلِهِ قال إذا ذَكَرَ: بِسْمِ اللَّهِ أَوَّلَهُ وآخِرَهُ. فإن كانوا جماعةً سَمُّوْا كُلُّهُمُ حَتَّى المُمَيِّزُ، ويُسمَّى عمن لا عَقْلَ له.

وإذا فَرَغَ الآكلُ والشَّارِبُ حَمِدَ الله جَهْرًا وقال ما ورد، ومنه: "الحَمْدُ للَّهِ الذي أطْعَمَنا وسَقَانا وجَعَلَنا مسلمين" (١).

"الحَمْدُ للَّهِ الذي أَطْعَمَنِي هذا وَرَزَقَنيهِ، من غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي ولا قُوَّةٍ" (٢).


(١) أخرجه أحمد (٣/ ٣٢)، وأبو داود (٣٨٥٠) من حديث أبي سعيد الخدري، وقال الإمام ابن مفلح في "الآداب الشرعية" (٣/ ٢٠٦): "هذا الحديث فيه ضعف واضطراب".
(٢) أخرجه الترمذي (٣٤٥٨) من حديث معاذ بن أنس.
وإسناده ضعيف؛ فيه سهل بن معاذ وعبد الرحمن بن ميمون، وبهما أعل الإِسنادَ الإمامُ ابن مفلح في "الآداب" (٣/ ٢٠٦). وفي الباب عن أبي أيوب الأنصاري قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أَكَلَ أو شَرِبَ قال: "الحَمْدُ للهِ الذي أَطْعَمَ وَسَقى وَسَوَّغ وَجَعَلَ لَه مخرجًا" أخرجه أبو داود (٣٨٥١)، والبيهقي في "الدعوات الكبيرة" (٤٥٥) وصححه الحافظ ابن حجر كما في "الفتوحات الربانية" (٥/ ٢٢٩).

<<  <   >  >>