للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإذا كان هذا حالُ الذِّكْرِ مع الذَّاكر، فالواجبُ على العاقلِ النَّاصِح لنفسِهِ ألَّا يَغْفُلَ عنه طرفةَ عينٍ إن كان مراده طريق الله تبارك وتعالى، وأن يندرج في سلك السَّادة الذَّاكرين الله كثيرًا والذَّاكرات، المحبين له في السِّر والعلانيات.

قال عليه السَّلامُ: "عَلامَة حُبِّ اللهِ حُبُّ ذِكْرِ اللهِ، وَعَلامَةُ بُغْضِ اللهِ بُغْضُ ذِكْرِ اللهِ"، رواه البيهقي (١).

وقال عليه السَّلامُ: "أَفْضَلُ العِبَادِ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ يَوْمَ القِيَامَةِ الذاكِرُونَ اللهَ كثيرًا"، رواه أحمد والترمذي (٢).

واعلم أن الذِّكْر يتأكَّدُ في الزَّمانِ الفاضِلِ كرمضانَ، وَعَشْر ذي الحجَّةِ، وفي المكان الفاضلِ كالحرمينِ والأَقصى، فينبغي الإِكثارُ منه فيها لزيادةِ تضعيفِ الأَجْرِ فيها، وهذا شيءٌ بلا أشهرٌ من أن يشهر، وأظهرُ من أن يُذْكر.

وكذلك يتأكد الذِّكْرُ في أوقات الغَفْلَةِ وبين الغافلين؛ لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَقَمَ: "ذاكِرُ الله في الغافلينَ بِمَنْزِلَة الصَّابِرِ في الفارين"، رواه الطبراني (٣).


(١) أخرجه البيهقي في "الشعب" (٤١٠)، من حديث أنس وضعفه؛ وذلك لأن في سنده يوسف بن ميمون، ضعيف كما في "التقريب".
(٢) أخرجه أحمد (٣/ ٧٥)، والترمذي (٣٣٧٦)، من حديث أبي سعيد، وإسناده ضعيف؛ فيه ابن لهيعة ضعيف، وكذا دراج أبو السمح.
(٣) أخرجه الطبراني في "الكبير" (١٠/ ١٩)، وأبو نعيم في "الحلية" (٤/ ٢٦٨)، من حديث ابن مسعود، وإسناده ضعيف جدًّا؛ فيه الواقدي متروك الحديث.

<<  <   >  >>