للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و {الَّذِي} يجوز أن تجعله موصولًا بما قبله على أحد الوجهين المذكورين، وأن تقطعه على أحد الأوجه المذكورة ما عدا سبعةَ مواضع، فإن الابتداء بهن واجب ليس إلا:

الأول: قوله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ} (١).

والثاني والثالث: قوله عز وجل: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} في البقرة والأنعام جميعًا (٢).

والرابع: قوله: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا} في البقرة أيضًا (٣).

والخامس: قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ} في التوبة (٤).

السادس: قوله سبحانه: {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ} في الفرقان (٥).

والسابع: قوله عز وجل: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ} في "حم" المؤمن (٦).

وأصل {يُؤْمِنُونَ}: يُؤَأْمنون بهمزتين، والماضي منه آمن، وأصله أَأْمن، ووزنه أَفْعَلَ، فالأولى مزيدة، والثانية أصلية، لأنه من الأمن، ثم قلبت الأصلية ألفًا، وإنما انقلبت ألفًا لوقوعها ساكنة بعد حرف مفتوح، فكما أنها إذا خففت في رأس وكأس ونحوهما انقلبت ألفًا، لسكونها وانفتاح ما قبلها، كذلك قلبت في آمن وآتى ونظائرهما من الأفعال، وفي آدم وآخر وشبههما من الأسماء، غير أن الانقلاب ها هنا لزمها كراهية اجتماع


(١) سورة البقرة، الآية: ١٢١.
(٢) سورة البقرة، الآية: ١٤٦، وسورة الأنعام، الآية: ٢٠.
(٣) سورة البقرة، الآية: ٢٧٥.
(٤) سورة التوبة، الآية: ٥.
(٥) سورة الفرقان، الآية: ٣٤.
(٦) سورة غافر، الآية: ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>