للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على ما مضى في (قُتِلَ).

وقرئ: (كأَيِّنْ) بهمزة مفتوحة بعد الكاف من غير ألف وبعد الهمزة ياء مشددة مكسورة، وبعد الياء نون ساكنة بوزن كَعَيِّنْ (١).

وقرئ: (كَائِنْ) بألف بعد الكاف وبعد الألف همزة من غير ياء وبعد الهمزة نون ساكنة بوزن كَاعِنْ (٢).

[مطلب في كأيٍّ]

وبعد .. اعلم وفقك الله أن كاف التشبيه تدخل على ثلاثة أشياء:

أحدها: (أنَّ) في قولهم: كأنَّ زيدًا الأسد.

والثاني: (ذا) في قولهم: لي عند فلان كذا وكذا درهمًا.

والثالث: (أيٌّ) الذي هو بعض من كل، وهو ما نحن بصدده في قولهم: كأيٍ من رجل، بمعنى كم من رجل، ثم خُلِعَ منها معنى التشبيه في كأيٍّ، وكذا التي في قولك: كذا وكذا درهمًا، وبقي ذلك في (كأن)، ثم كَثُر استعمال هذه الكلمة مع الكاف حتى صارت ككلمة واحدة، فَقُلِبت قَلْبَ الكلمة الواحدة، بأن قدمت الياء المشددة المكسورة في موضع الهمزة التي هي فاء الكلمة، ورُدت الهمزة في موضع الياء، وأُعطيتْ كُلُّ واحدةٍ منهما حركةَ الأخرى.

ونظير ذلك قولهم: لعمري وَرَعَمْلِي، هكذا أخبرني به شيخنا أبو اليمن الكندي رحمه الله بالإسناد عن أبي علي الفارسي عن أحمد بن يحيى (٣)، فصارت كَيَّئِنْ كَكَيَّعِنْ، ثم خُففت بأن حُذفت إحدى الياءين منها وهي الثانية لثقلها بالحركة والتضعيف، كما حذفت في أيُّهما لذلك، حيث قالوا: أَيْهُما،


(١) هذه قراءة أكثر العشر كما سيأتي.
(٢) هي قراءة ابن كثير، وأبي جعفر، لكن أبو جعفر يسهل الهمزة. وانظر القراءتين في السبعة / ٢١٦/، والمبسوط/ ١٦٩/، والتذكرة ٢/ ٢٩٣، والنشر ٢/ ٢٤٢.
(٣) انظر كلام الفارسي حكاية عن أحمد بن يحيى (ثعلب) في الحجة ٣/ ٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>