قوله عز وجل:{مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} الجمهور على ترك التنوين من {شَرِّ} مضافًا إلى {مَا}، و {مَا} يجوز أن تكون موصولة وعائدها محذوف، والمعنى: أستجيرُ برب الفلق من شر كل ما خلقه مما يكون له ضرر. وأن تكون مصدرية، أي: من شر خَلْقِه، أي: مخلوقه، تسمية للمفعول بالمصدر، كخلق الله، وصيد الصائد.
وقرئ:(مِنْ شَرٍّ مَا خَلَقَ) بالتنوين (١)، و {مَا} على هذه لا تخلو من أن تكون نافية أو مصدرية أو صلة، فلا يجوز أن تكون نافية على معنى: ما خلق من شر، لأمرين:
أحدهما: أن الله تعالى خالق كل شيء خيرًا كان أو شرًّا، وعليه الجمهور من العلماء وذلك حجة.
(١) قرأها عمرو بن فائد. انظر مختصر الشواذ / ١٨٢/. والبحر المحيط ٨/ ٥٣٠. والدر المصون ١١/ ١٥٨. وفي المحرر الوجيز ١٦/ ٣٨٥ هي قراءة عمرو بن عبيد وبعض المعتزلة الذين يقولون إن الله لم يخلق الشر، و (ما) عندهم نافية.