قوله عز وجل: {حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ} يجوز أن يكون {حم (١)} مبتدأ، و {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ} خبره، وفي الكلام حذف مضافٍ تقديره: تنزيل حم تنزيل الكتاب، و {مِنَ اللَّهِ} صلة للتنزيل، هذا إن جَعَلْتَ {حم} اسمًا للسورة، ويجوز أن يكون {حم} خبر مبتدأ محذوف، أي: هذا حم، و {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ} مبتدأ والظرف خبره، ويجوز أن يكون {حم} مقسمًا به، أي: أقسم بحم، وجواب القسم {إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ} وما بينهما اعتراض مبتدأ مخبر عنه بالظرف، ومَن جعل {حم (١)} تعديدًا للحروف كان {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ} مبتدأ أيضًا و {مِنَ اللَّهِ} خبره.
وقوله:{وَمَا يَبُثُّ}(ما) موصولة في موضع جر عطفًا على المضاف في قوله: {وَفِي خَلْقِكُمْ} على المضاف إليه، لأنه ضميرٌ متصلٌ مجرورٌ لا يُعْطَفُ عليه إلا بإعادة الجار، نحو: مررت بك وبزيد، ولو أسقطت الجار لكان قبيحًا.