للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إعراب سُورَةِ الْأَنْفَالِ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١)}:

قوله عزَّ وجلَّ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} الجمهور على إثبات {عَنِ} على الأصل، وذلك أنهم إنما سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الأنفال تعرضًا لطلبها واستعلامًا لحالها، هل يسوغ طلبها؟ لأنها كانت حرامًا على من كان قبلهم على ما فسر (١).

أو يسألونك عنها: لمن هي؟ جهالةً بحالها، وذلك أن الاختلاف وقع بين المسلمين في غنائم بدر وفي قسمتها، فسألوه عليه الصلاة والسلام عنها، وكلا التأويلين يقتضي إثبات (عن) (٢).

وقرئ: (يسألونك الأنفال) بطرحها (٣) على التفسير وتعدي السؤال إلى مفعولين، لما روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم بدر: "من أتى مكان كذا فله كذا" (٤)


(١) هذا أحد أربعة أسباب في نزول هذه الآية. انظر النكت والعيون ٢/ ٢٩٤. وقدمه الزجاج ٢/ ٣٩٩.
(٢) انظر جامع البيان ٩/ ١٧١ - ١٧٢.
(٣) قراءة شاذة نسبت إلى ابن مسعود، وسعد بن أبي وقاص - رضي الله عنهما -، وإلى كثيرين. انظر جامع البيان ٩/ ١٧٤. وإعراب النحاس ١/ ٦٦٤. والمحتسب ١/ ٢٧٢.
(٤) أخرجه الطبري ٩/ ١٧١ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - مرفوعًا بأطول من هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>