قوله عز وجل:{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} اختلف في المَغْشِيّ، فقيل: النهار، أي: يغشى بظلمته النهار، أي يستره فيُذهب ضوءه. وقيل: المغشيّ كل ما واراه بظلامه، والغاشي: الليل. وقيل: المغشي الليل، والغاشي الظلام، يعني: إذا غشيه الظلام فأظلم وادلهم.
وقوله:{وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} أي: بان وانكشف، وظهر ضوؤه، وقيل: تجلى الليل، أي: أزال ظلامه، فتجلى على هذا بمعنى جَلَّى، كتبدل بمعنى بَدّلَ.
وقوله:{وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى}(ما) في موضع جر بالعطف على المجرور بحرف القسم، وهي موصولة بمعنى (مَن)، أي: وخالقِ الذكر والأنثى، وهو الله جل ذكره، أو مصدرية، أي: وخَلْقِ الذكر والأنثى. وقيل:(مَا) بمعنى (الذي)(١)، والمراد به المخلوق، والتقدير: والذي خلقه الله، فـ {الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} على هذا بدل من الراجع إلى (مَا) المقدر.
(١) انظر إعراب النحاس ٣/ ٧١٦. ومشكل مكي ٢/ ٤٧٨. ويشهد له قراءة ابن مسعود - رضي الله عنه -: (الذي خلق الذكر والأنثى). انظر إعراب القراءات السبع ٢/ ٤٩٣. والكشاف ٤/ ٢١٧.