قوله سبحانه:{بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ} ارتفاع {بَرَاءَةٌ} على أحد وجهين:
إما على خبر الابتداء على معنى: هذه الآيات براءة، و {مِنَ اللَّهِ} نعت لها.
و{مِنَ} لابتداء الغاية، أي: هذه الآيات براءةٌ واصلةٌ من الله، ولا يجوز أن تكون من صلة {بَرَاءَةٌ} كما زعم بعضهم، كما تقول: بَرِئْتُ منك ومن الدَّيْن، لفساد المعنى.
و{إِلَى الَّذِينَ}: من صلة ذلك المحذوف أيضًا، كما تقول: هذا كتاب من فلان إلى فلان، أي: واصل منه إليه، وقيل: من صلة {بَرَاءَةٌ}.
أو على الابتداء لتخصصها بصفتها، و {إِلَى الَّذِينَ} الخبر، كما تقول: القصد إليك، والتبرُّؤ إليك.
والجمهور على فتح نون {مِنَ اللَّهِ} هربًا من توالي الكسرتين إليه، وقرئ:(منِ الله) بكسرها (١) على أصل التقاء الساكنين، وهي لغة أهل نجران، حكاه
(١) ذكرها النحاس في إعرابه ٢/ ٤ عن أبي حاتم أن هارون زعم أن أبا عمرو بن العلاء قرأها. وحكاها أبو الفتح في المحتسب ١/ ٢٨٣ عن أبي عمرو عن أهل نجران. انظر الكشاف ٢/ ١٣٧. والمحرر الوجيز ٨/ ١٢٥.