للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأنها فيها، فمن حيث جاز همزُ واوِ (وُعِدَ) و (وُجُوهٍ) ونحوهما لانضمامها، كذلك جاز همز واو (يوقنون) ونحوه، وهذا يعضد قول صاحب الكتاب في جعله الحركة بين يدي الحرف. والإيقان، والعلم، والتحقيق، نظائر في اللغة.

{أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥)}:

قوله عز وجل: {أُولَئِكَ} مبتدأ، والخبر {عَلَى هُدًى}، والجملة في محل الرفع إن جعلت {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} أو {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ} مبتدأ على ما ذكر قبيل، وإلا فلا محل لها.

{مِنْ رَبِّهِمْ}: في محل الجر على أنها صفة {هُدًى}، متعلقة بمحذوف، وقد ذكر في أول "الحَمْدُ".

{وَأُولَئِكَ} مبتدأ، و {الْمُفْلِحُونَ} الخبر. و {هُمُ}: فصل يؤتَى به للتوكيد، ولا موضع له من الإعراب. وقيل: يؤتى به للدلالة على أن الوارِدَ بعده خبر لا صفة (١).

[فصل في تفسير (الفصل)]

اعلم وفقك الله: أن هذا (الفصل) لا يكون إلا بضمائر المرفوع، وهي اثنا عشر مضمرًا منفصلًا: أنا، نحن، أنت، أنت، أنتما، أنتم، أنتن، هو، هي، هما، هم، هن. اثنان للمتكلم وهما: أنا، نحن، وخمسة للمخاطب، وخمسة للغائب على الترتيب المذكور. ولهذا الفصل شريطتان (٢):

إحداهما: أن يكون بين المبتدأ والخبر وما هو جارٍ مجراهما من باب


(١) قاله صاحب الكشاف ١/ ٢٥.
(٢) كذا في الأصول، وحرفت في المطبوع إلى: (شرطان). والشرط والشريطة واحد. (انظر الصحاح والقاموس). ويشهد على ما أثبته إبدالها بكلمة (إحداهما) التي حرفت أيضًا إلى (أحدهما).

<<  <  ج: ص:  >  >>