للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان وأخواتها، وباب إنّ، وباب ظننت وأخواتهما.

والثانية: أن يكون بين معرفتين.

مثال وقوعه بين المبتدأ والخبر: زيد هو القائم، لك أن تجعل (هو) فصلًا عاريًا من الإعراب، وتجعل القائم خبر زيد، ويكون الكلام من جزأين، ولك أن تجعل (هو) مبتدأ، والقائم خبره، وتجعل الجملة في موضح خبر زيد، وهو الآن ليس بفصل.

ومثال وقوعه في باب كان: قولك: كان زيد هو القائمُ، إن جعلته فصلًا نصبت القائم، لأن (هو) لا اعتداد به، وإن لم تجعله فصلًا رفعت القائم لكونه خبرًا له، وتكون الجملة في موضع نصب لكونها خبرًا لكان.

ومثال وقوعه في باب (إن) قولك: إن زيدًا هو القائم، لك أن تجعل (هو) فصلًا عاريًا من الإعراب، وتجعل القائم خبر إنّ، ولك أن تجعل (هو) مبتدأ والقائم خبره. وتكون الجملة في موضع رفع بحق خبر إنّ.

ومثال وقوعه في باب ظننت: قولك: ظننت زيدًا هو القائم، إن جعلت (هو) فصلًا نصبت القائم، ,إن لم تجعله فصلًا رفعت القائم، كما ذكرتُ في باب كان.

وكذلك حكم الضمائر كلِّها مهما جَعَلْتَ واحدًا منها فصلًا، فلا بد لك من الإتيان بالألف واللام في الاسم الواقع بعده، وإن لم تجعله فصلًا، فأنت مُخَيَّرٌ فيهما، فاعرفه، لو قلتَ: كان زيد هو قائمًا، لم يجز، لأن ما بعده نكرة، وأما قولهم: ما كان زيد هو خيرًا منك، فأتوا بـ (هو) الفاصل هنا لأجل أن خيرًا قد تخصص بـ (منك) فقارب المعرفة، ولذلك لم يجيزوا: زيدٌ الأفضل من عمرو، لأن (من) إنما تدخل لِتُحْدِثَ فيه ضربًا من التخصيص، فاذا دخلت لام المعرفة جعلت الاسم بحيث توضع اليد عليه، فإذا لَحِقَتْ (مِن) معها كان كالنقض للتعريف الحادث باللام، فكأنهم إذا قالوا: كان زيد هو خيرًا منك، قدّروا فيه الألف واللام، وبنوا على هذا الأصل مسألةً،

<<  <  ج: ص:  >  >>