قوله عز وجل:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}(هو) فيه وجهان:
أحدهما:{هُوَ} ضمير الشأن والأمر، وقوله:{اللَّهُ} مبتدأ، و {أَحَدٌ} خبره، وكلاهما خبر {هُوَ}؛ كما تقول: هو زيد منطلق، كأنه قيل: الشأن أو الأمر هذا، وهو أن الله واحد لا ثاني له.
والثاني:{هُوَ} كناية عن الله جل ذكره، لما رُوي أن المشركين قالوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: صف لنا ربك الذي تدعونا إليه وانسبه لنا. فنزلت (١)، أي: المسؤول عنه هو الله أحد، فـ {هُوَ} مبتدأ، وقوله:{اللَّهُ} خبره، و {أَحَدٌ} بدل من قوله: {اللَّهُ}، أو خبر مبتدأ محذوف، أي: هو أحد، و {اللَّهُ} بدل من {هُوَ}، و {أَحَدٌ} خبر {هُوَ}.
و{أَحَدٌ}: بمعنى واحد، وأصله: وَحَدٌ، قلبت الواو همزة كما قلبت في أَنَاة، وأصلها: وَنَاةٌ، من وَنَى يني وَنْيًا ووَناءً، إذا فتر، وهذا مسموع في أحرف قليلة وليس بمطرد كالمضمومة والمكسورة. وقيل: الهمزة
(١) انظر جامع البيان ٣٠/ ٣٤٢. ومعالم التنزيل ٤/ ٥٤٤. وزاد المسير ٩/ ٢٦٥ - ٢٦٦.