قوله عز وجل:{الْحَاقَّةُ} ارتفاعها على الابتداء. {مَا الْحَاقَّةُ} ابتداء وخبر، والجملة خبر المبتدأ الأول، وجاز ذلك ولا ذكر في الجملة حملًا على المعنى، ونظرًا إلى الأصل، لأن معنى ذلك: الحاقة ما هي؟ والاستفهام معناه التفخيم والتعظيم، أي: أي شيء هي؟ وإنما أعيد ذكرها على جهة التفخيم لشأنها، والتعظيم لهولها، كما تقول: زيد ما زيد؟ أي: ما هو؟ على التعظيم لشأنه، والتفخيم لأمره، فَوَضْعُ الظاهر موضع المضمر في كلام القوم نظمهم ونثرهم لهذا السبب، فاعرفه.
و(ما) في قوله: {مَا الْحَاقَّةُ} يجوز أن يكون مبتدأ وخبره الحاقة، وبالعكس وهو أن يكون {الْحَاقَّةُ} مبتدأ، و {مَا} خبره تقدم عليه لما فيه من معنى الاستفهام، كأنه قيل: الحاقة هي عظيم، فاعرفه فإنه موضع.
والحاقة اسم للقيامة سميت بذلك لأن فيها حَوَاقَّ الأمور، أي: