قوله عز وجل:{غَيْرَ الْحَقِّ} يحتمل أن يكون نعتًا لمصدر محذوف، أي: لا تغلوا في دينكم غلوًا غير الحق، أي: غلوًا باطلًا؛ لأن الغلو في الشيء يكون حقًّا، ويكون باطلًا (١). وأن يكون حالًا من الضمير في {لَا تَغْلُوا}، أي: لا تغلوا في دينكم متجاوزين الحق، كما يفعل أهل الأهواء والبدع.
ولا يجوز أن يكون منصوبًا بقوله:{لَا تَغْلُوا} كما زعم بعضهم؛ لأنه لازم.
وقوله:{وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ} عطف على قوله: {لَا تَغْلُوا}.
وأهواء: جمع هَوًى وهو هوى النفس، وهوى النفس مقصور، وأما هواء الجو فممدود، وجمعه أهوية، ككساء وأكسية.
(١) قال الزمخشري ١/ ٣٥٧: الغلو في الدين غلوّان: حق، وهو أن يفحص عن حقائقه، ويفتش عن أباعد معانيه، ويجتهد في تحصيل حججه ... وغلو باطل، وهو أن يتجاوز الحق ويتخطاه بالإعراض عن الأدلة، واتباع الشبه ..