للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

و (إذا): منصوب بالكفارة، لأنها بمعنى التكفير.

وقوله: {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ} الكاف في موضع نصب على النعت لمصدر محذوف، أي: تبيينًا مثل ذلك. {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} نعمته فيما يعلمكم من الأحكام.

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٩٠)}:

قوله عز وجل: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} {الْخَمْرُ}: مبتدأ، وما بعدها عطف عليها، والخبر {رِجْسٌ}، وفي الكلام حذف مضاف، أي: شأن هذه الأشياء، أو تعاطيها رجس، ولذلك وُحِّدَ الخبرُ.

فإن قلت: ما محل قوله: {مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ}؟ قلت: محله الرفع إما على أنه خبر بعد خبر، أو على أنه نعت للخبر.

والخمر: جمع خمرة، كتمر في جمع تمرة، سميت بذلك لمخامرتها العقل (١)، وقيل: سميت الخمر؛ لأنها تُركت فاختمرت، واختمارها تَغَيُّرُ ريحها (٢).

والميسر: القمار، وقد أوضحت في "البقرة" عند قوله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} (٣).

والأنصاب: حجارة تنصب حول البيت واحدها. نُصْبٌ، وقد ذكر أيضًا (٤).


(١) معاني الزجاج ٢/ ٢٠٣. وهي واردة في نص حديث عن عمر رضي الله عنه، أخرجه البخاري في الأشربة، باب الخمر من العنب وغيره (٥٥٨١).
(٢) حكاه الجوهري (خمر) عن ابن الأعرابي.
(٣) الآية (٢١٩).
(٤) في أول هذه السورة، آية (٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>