للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه المُحَصِّلون، وإذا عُطِّلَتْ وأُضيعت كانت كالشيء الكاسد الذي لا يُرغَبُ فيه (١).

و{الصَّلَاةَ}: فَعَلَةٌ من صلَّى، كالزكاة مِن زَكَّى، وهو اسمٌ وُضِع موضع المصدر، كالسلام والكلام، قالوا: صَلَّيْتُ صلاةً، ولم يقولوا: تَصْليةً، وألفها منقلبة عن واو، بدليل قولهم: صلواتٌ.

والصلاةُ من الله تعالى: الرحمةُ. ومن الملائكة: الاستغفارُ، وفي التنزيل: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} (٢)، فالربُّ يرحمُهُ، والملائكةُ يستغفرون له على ما فُسر (٣). ومن غيرهم: الدعاء، قال الأعشى:

٢٨ - ................... ... وَصَلَّى على دَنِّها وارْتَسَمْ (٤)

أي: دعا على دنها، وارتسم الرجل، إذا كَبَّرَ ودعا.

وقوله: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} (ما) هنا يجوز أن تكون موصولة، و {رَزَقْنَاهُمْ} صلتها، وعائدها محذوف، وهو المفعول الثاني لرزقنا، لأن رَزَقَ فِعلٌ يتعدى إلى مفعولين، والتقدير: رزقناهموه.

فإنْ قلتَ: لم كُتِبتْ (مما) في "الإمام" (٥) متصلة، وحقها أن تكون منفصلةً لكون (ما) موصولة؟ قلتُ: لأن نون (من) لمَّا وجب قلبها لأجل


(١) انظر هذه الفقرة بتمامها في الكشاف، وبعضها في الطبري ١/ ١٠٤، وقد صحفت في المطبوع في عدة ألفاظ أشرت إليها في المقدمة.
(٢) سورة الأحزاب، الآية: ٥٦.
(٣) جامع البيان ٢٢/ ٤٣، ومعالم التنزيل ٣/ ٥٤٢.
(٤) وصدره:
وقابلها الريح في دنِّها ... .........................
وانظره في جامع البيان ١/ ١٠٤، وجمهرة اللغة ١/ ١١٥، ومقاييس اللغة ٣/ ٣٠٠، والصحاح (رسم).
(٥) يعني مصحف سيدنا عثمان - رضي الله عنه -.

<<  <  ج: ص:  >  >>