للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

و {حِينَ الْوَصِيَّةِ}: بدل من {إِذَا} لأنهما لِزمان واحد، قيل: وفي إبداله منه دليل على وجوب الوصية، وأنها من الأمور اللازمة التي ما ينبغي أن يتهاون بها المسلم ويذهل عنها (١).

ولك أن تجعله ظرفًا لحضر، وجاز ذلك؛ لأن حضور الموت مشارفته وظهور أمارات بلوغ الأجل.

وقوله: {اثْنَانِ} خبر للمبتدأ الذي هو {شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ}، وفي الكلام حذف مضاف، إما من المبتدأ تقديره: ذوا شهادة بينكم اثنان، أو من الخبر تقديره: شهادةُ بينكم شهادةُ اثنين، ثم حذف المضاف، وأقيم المضاف إليه مُقامه، لا بد من هذا التقدير ليكون المبتدأ هو الخبر.

وقيل: {شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ} مبتدأ، وخبره: {إِذَا حَضَرَ} (٢)، والعامل في {إِذَا} محذوف. و {حِينَ} على الوجهين المذكورين آنفًا.

وقيل: خبر المبتدأ الذي هو {شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ}: {حِينَ الْوَصِيَّةِ}، والعامل فيه محذوف أيضًا، و {إِذَا} ظرف للشهادة، وليس لك أن تجعل {إِذَا حَضَرَ} خبرًا للشهادة و {حِينَ الْوَصِيَّةِ} ظرفًا لها؛ لأنك تفصل بين المصدر وصلته بخبره وذلك لا يجوز (٣).

ولا يجوز أن يكون {إِذَا} ظرفًا للوصية؛ لأن ما كان في صلة المصدر لا يتقدم عليه.

فإن قلت: إذا جعلت {إِذَا حَضَرَ}، أو {حِينَ الْوَصِيَّةِ} خبرًا عن الشهادة فبم ارتفع {اثْنَانِ}؟ قلت: قيل: ارتفع على أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره: الشاهدان اثنان (٤)، دل عليه {شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ}، ولا يجوز أن يرتفع


(١) قاله صاحب الكشاف ١/ ٣٦٩، وانظر تفسير الرازي ١٢/ ٩٥.
(٢) البيان ١/ ٣٠٨. والتبيان ١/ ٤٦٦.
(٣) التبيان الموضع السابق.
(٤) المصدر السابق ١/ ٤٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>