للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{فَيَقُولُ}: عطف على {يَجْمَعُ}.

{مَاذَا أُجِبْتُمْ}: ما، وذا اسم واحد، وهو منصوب بأُجبتم انتصابَ مصدره كأنه قيل: أيَّ إجابةٍ أجبتم؟ ولك أن تجعل ذا بمعنى الذي، و {أُجِبْتُمْ} صلة الذي والعائد محذوف، و (ما) مبتدأ، و (ذا) خبره، أي: ما الذي أجبتم به؟ والأول أمتن لأن هذا يؤدي إلى حذف العائد مع الجار.

وقوله: {إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} الجمهور على رفع {عَلَّامُ الْغُيُوبِ}، لكونه خبر إن، وقرئ: (علامَ الغيوب) بالنصب (١)، على أن الكلام قد تم بقوله: {إِنَّكَ أَنْتَ} على معنى: إنك الموصوف بالكمال في جميع الأشياء، ثم نصب (عَلَّامَ الغيوبِ) على أحد ثلاثة أوجه:

إما على المدح، أو على النداء، أو على أنه بدل من اسم إن.

{إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (١١٠)}:

قوله عز وجل: {إِذْ قَالَ اللَّهُ} يحتمل أن يكون بدلًا من {يَوْمَ يَجْمَعُ} (٢)، على معنى أنه يوبخ الكفرة يومئذ بسؤال الرسل عن إجابتهم، وبتعديد ما أظهر على أيديهم من الآيات العظام، فكذبوهم وسموهم سحرة، وما جاؤوا به سحرًا وأساطير الأولين، وأن يكون منصوبًا بإضمار اذكر، وأن


(١) نسبت إلى يعقوب كما في مختصر الشواذ / ٣٦/، والبحر ٤/ ٤٩.
(٢) من الآية السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>