للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ} (١). و {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ} (٢) وما أشبه.

فـ (ما) في جميع هذه الآيات تأكيد، وكذلك قوله تعالى: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ} (٣). وشبهها، فإن (ما) فيها (٤) للتأكيد.

والخامس: أن تكون (ما) مُسَلِّطةً للعامل على الجزاء، كقولك: إذ ما تخرجْ أخرجْ، وكيفما تصنعْ أصنعْ، وحيثما تكنْ أكنْ، سَلَّطَتْ (ما) إذ، وكيف، وحيث على الجزاء، ولولا (ما) لم يجز أن يُجازَى بـ إذ، وكيف، وحيث، ومن المجازاة بـ (إذ ما) بيتُ الكتاب:

٣٦ - إذ ما أتيتَ على الرسولِ فَقُلْ لَهُ ... حَقًّا عليكَ إذا اطْمأَنَّ المَجْلِسُ (٥)

إتيانه بالفاء في قوله: (فقل له) دليل على الجزاء.

والسادس: أن تكون (ما) مُغَيِّرَةً للحرف عن حاله، كقولك في لو: (لوما)، غَيَّرَتْها إلى معنى هلّا، وفي التنزيل: {لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ} (٦) أي: هلا.

وبعد .. فإن (ما) إذا كانت نفيًا، أو تأكيدًا، أو كافةً، أو مُسَلِّطَةً، أو مُغَيِّرَةً، فهي حرف. وفي المصدرية خلاف وقد ذكرته، وهي فيما سوى ذلك اسم، وقد أوضحت الجميع، فهذه وجوه الماءات الاسمية والحرفية فاعرفها،


(١) سورة القصص، الآية: ٢٨.
(٢) سورة نوح، الآية: ٢٥. وهي على قراءة أبي عمرو وحده من العشرة، وقرأ الباقون: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ}. انظر السبعة/ ٦٥٣/. والمبسوط/ ٤٥٠/.
(٣) سورة البقرة، الآية: ٣٨.
(٤) في (د): قبلها.
(٥) للعباس بن مرداس - رضي الله عنه -، قاله في غزوة حنين يمدح الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وبعده:
يا خير من ركب المطي ومن مشى ... فوق التراب إذا تعد الأنفس
وانظر القصيدة كاملة في السيرة ٤/ ٤٦٧. والبيت من شواهد سيبويه ٣/ ٥٧، والمقتضب ٢/ ٤٧، والكامل ١/ ٣٧٩، وجمل الزجاجي / ٢١٦/، والخصائص ١/ ١٣١، والصحاح (إذ)، والمقتصد ٢/ ١١١٣، والمفصل / ٢٠٦/، وشرحه ٤/ ٩٧.
(٦) سورة الحجر، الآية: ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>