للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال غيره: ليس في الكلمة حذف، وإِنّ أصله (نَاسٌ)، والألفُ منقلبة عن واو، وهي عين الكلمة، واشتقاقه من ناسَ يَنُوسُ نَوْسًا، إذا تحرك. قال الخليل: النَّوْسُ: تذبذبُ الشيءِ في الهواء، كَنَوْس القرط المعلق في الأذن، وهو ينوس نوسًا، واستدلوا بقول العرب في تصغيره: نُوَيْسٌ، ولو كان أصله أناسًا لوجب أن يقولوا في تصغيره: أنيس.

وأجاب صاحب الكتاب أو بعضُ من انتصر له عن (نُويس): بأنه من المصغر الآتي على خلاف مكبره، كمُغَيرِبَان، وأُنَيْسِيَان. وبقي فيه شيء أذكره في آخر القرآن في سورة (الناس) إن شاء الله (١).

وفي لام التعريف التي فيه وجهان:

أحدهما: أنها للجنس، كالتي في الدرهم والدينار إذا قلت: كثر الدرهم والدينار.

والثاني: أنها للعهد، وللإشارة إلى الذين كفروا المار ذكرهم.

فإن جعلتها للجنس: كان (مَن) في قوله: {مَنْ يَقُولُ} نكرة موصوفة، و {يَقُولُ} صفة لها، كأنه قيل: ومن الناس ناس يقولون كذا .. كقوله: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا} (٢).

وإن جعلتها للعهد: كانت {مَنْ} موصولة، وما بعدها صلتها، كقوله: {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ} (٣).

و(مَن) لها أربعة مواضع:

أحدها: أن تكون موصولة.


(١) انظر في أصل (الناس): إعراب النحاس ١/ ١٣٧، ومشكل مكي ١/ ٢٢، والبيان ١/ ٥٣، ونسب هذا إلى الكسائي، وانظر المسألة (١١٧) من الإنصاف.
(٢) سورة الأحزاب، الآية: ٢٣.
(٣) سورة التوبة، الآية: ٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>