للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالحسن من جهتها (١).

قلت: ونظيره في احتمال الوجهين: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا} (٢).

وقوله: {سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ} الأصل سَأُوْرِيْكُم، سأفعلكم، من رأيت، ثم خففت الهمزة بحذفها بعد إلقاء حركتها على الراء، فبقي سأريكم بوزن سأفلكم، وهي قراءة الجمهور.

وقرئ: (سَأُوْرِيكم) بواو ساكنة بعد الهمزة (٣)، وهذه تحتمل وجهين:

أحدهما: أن تكون الواو فيها فاء الكلمة، من وَرَى الزَّنْدُ يَرِي وَرْيًا، إذا خرجت ناره، وأوريته أنا، على معنى: سأبينها لكم وأنيرها.

والثاني: أن تكون الواو ناشئة عن الإِشباع، وهو لغة فاشية في كلام القوم نظمهم ونثرهم.

وقرئ أيضًا: (سأورثكم) (٤) من ورث، كقوله: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ} (٥).

{سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (١٤٦)}:


(١) انظر في هذين القولين: معاني الزجاج ٢/ ٣٧٥. ومعاني النحاس ٣/ ٧٧. وانظر أقوالًا أخرى في النكت والعيون ٢/ ٢٦٠ - ٢٦١. والكشاف ٢/ ٩٣. والمحرر الوجيز ٧/ ١٥٩ - ١٦٠.
(٢) سورة النمل، الآية: ٨٩.
(٣) قراءة شاذة نسبت إلى الحسن - رحمه الله -. انظر المحتسب ١/ ٢٥٨. والكشاف ٢/ ٩٣. والمحرر ٧/ ١٦٠.
(٤) شاذة أيضًا نسبت إلى قسامة بن زهير. انظر معاني النحاس ٣/ ٧٨. والمحرر الوجيز ٧/ ١٦٠. وفي هذا الأخير أنها قراءة ابن عباس - رضي الله عنهما -.
(٥) تقدم في الآية (١٣٧) من هذه السورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>