للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأن نظيره من الصحيح يقتل، ثم أُلقيت حركة الواو على القاف، لأنها قد اعتلت في قال، والمضارع يعتلّ باعتلال الماضي، فعلوا ذلك طلبًا للتشاكل، فاعرفه وقس عليه ما يَرِدُ عليك من نظائره.

والأصل في {آمَنَّا}: أَأْمنا، فقلبت الثانية ألفًا لسكونها وانفتاح ما قبلها كراهة اجتماع الهمزتين، وقد مضى الكلام عليها قُبيلُ بأشبع من هذا (١).

والمَدَّةُ الواقعة بعد الهمزة في {الْآخِر} مزيدة لبناء (فاعل) كما في ضارب ونحوه، وليست بدلًا من شيء.

{وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ}: هم: ضمير منفصل مرفوع بـ (ما) عند أهل الحجاز، ومبتدأ عند تميم، و {بِمُؤْمِنِينَ} في محل النصب على الوجه الأول، وفي محل الرفع على الثاني، وهذا على قول من جوز: زيد بقائم، وهو الأخفش (٢)، لأن الخبر عنده مثل المبتدأ، من حيث كان المبتدأ. وأما من لم يُجَوِّز - وهم الجمهور - فلا، وتكون (ما) حجازية ليس إلا، والباء مزيدة لتأكيد النفي غير متعلقة بشيء. وهكذا كل حرف جر زيد في المبتدأ، نحو: بحسبك أن تفعل، أو الخبر، أو الفاعل، نحو: {كَفَى بِاللَّهِ} (٣) فاعرفه.

{يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (٩)}:

قوله عز وجل: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ} يجوز أن يكون {يُخَادِعُونَ} في موضع نصب على الحال من الضمير في {يَقُولُ}، والعامل فيها {يَقُولُ}، أي: يقول آمنا مخادعين، أو من الضمير الذي في اسم الفاعل في قوله: {بِمُؤْمِنِينَ}، والعامل فيها اسم الفاعل، أي: وما هم بمؤمنين في حال خداعهم (٤).


(١) عند قوله تعالى: {أَأَنْذَرْتَهُمْ} من الآية السادسة.
(٢) ذكره عنه صاحب مغني اللبيب/١٤٩/ عند حديثه عن الباء الزائدة.
(٣) جاءت في عدة مواضع من المصحف: الرعد: ٤٣، والإسراء: ٩٦، والعنكبوت: ٥٢.
(٤) كذا أعربه أبو البقاء ١/ ٢٥، لكن خطّأه أبو حيان، وانظر تعليله في البحر ١/ ٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>