للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرئ: (إنا هِدنا) بكسر الهاء (١)، من هدت الشيء أهيده هيدًا، إذا حركته وأَملته. ويحتمل أن يكون مبنيًّا للفاعل، ومفعوله محذوف تقديره: حركنا أنفسنا، أو أملناها إليك. وأن يكون مبنيًّا للمفعول، أي: حُرِّكنا، أو أُمِلنا إليك، كقولك: بِعت يا زيدُ، وبُعت يا عبدُ، فالأول مبني للفاعل والمفعول محذوف، والثاني مبني للمفعول، تريد أنه مبيع، فاللفظ واحد كما ترى والحكم مختلف، ونحو هذا إذا بنيته للمفعول جاز لك فيه وجهان آخران:

أحدهما: الإِشمام، وهو أن تُقرب الكسرة من الضمة وهو حسن جيد؛ لأنه يفيد فصلًا بين الفاعل والمفعول ويكشف لبسًا.

والثاني: الضم الصريح، نحو: بِعت يا عبدُ، وبُعت يا عبدُ.

فإن قلت: هل يجوز أن تكون قراءة الجمهور من هاده يهيده هيدًا؟ قلت: نعم، وما ذكرتُ اللغتين الأخريين إلَّا لأجل قراءة الجمهور، وأن الضمة فيها تحتمل أن تكون كالتي في نحو قولك: هُبت يا أسدُ.

وقوله عز وجل: {عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ} الجمهور على الشين معجمة في قوله: {أَشَاءُ}.

وقرئ: (أساءَ) بالسين والفتح (٢) من الإِساءة، وهو فعل ماض، و {مَنْ} في موضع نصب بأصيب على كلتا القراءتين، وهو موصول.

وقوله: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} أي في الدنيا، يعني أن رحمته واسعة تبلغ كل شيء، ما من شيء خلقه إلا وهو يتقلب في نعمته.


(١) شاذة نسبت إلى أبي وجزة السعدي. انظر إعراب النحاس ١/ ٦٤٣. والمحتسب ١/ ٢٦٠. والكشاف ٢/ ٩٧. والمحرر الوجيز ٧/ ١٧٤.
(٢) نسبت إلى الحسن البصري، وعمرو بن فائد الأسواري، وطاوس، والأعمش، وأبي العالية. انظر المحتسب ١/ ٢٦١. والكشاف ٢/ ٩٧. والمحرر الوجيز ٧/ ١٧٥. وزاد المسير ٣/ ٢٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>