قوله عز وجل:{وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ} أي: واذكر (إذ زين).
وقوله:{لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ}(غالب) مبني مع لا في محل الرفع بالابتداء، وخبره {لَكُمُ}، أي: لا غالب كائن لكم. و {الْيَوْمَ} من صلة الخبر ومعمول له، وكذلك {مِنَ النَّاسِ}.
ولك أن تجعل {مِنَ النَّاسِ} حالًا من الذكر الذي في {لَكُمُ}، ولا يجوز أن يكون {لَكُمُ} من صلة: {غَالِبَ}، ولا {مِنَ النَّاسِ}، ولا حالًا من الذكر الذي في {غَالِبَ}؛ لأن اسم لا إذا عمل فيما بعده لا يجوز بناؤه.
قيل: فإن قيل: هلَّا قيل: لا غالبًا لكم بالنصب والتنوين، كما يقال: لا ضاربًا زيدًا عندك، فالجواب: أن {لَكُمُ} لو كان مفعولًا لـ {غَالِبَ} بمعنى: لا غالبًا إياكم، لكان الأمر كما زعمت، ولكنه خبره كما بُيِّن (١).
وقوله:{وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ}(جار) يجمع في القلة: على أجوار وجِيرةٍ، وفي الكثرة: على جيرانٍ، وألفه منقلبة عن واو، بشهادة قولك: جاورته مجاورة وجِوارا أوجُوارًا، ، والكسر أشيع، وتجاور القوم واجتوروا بمعنى.
وقوله:{نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ}: يحتمل أن يكون من صلة {نَكَصَ}، وأن يكون حالًا من المستكن فيه.
والنكوص: الإِحجام عن الشيء، يقال: نكص على عقبيه ينكُص