للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (٣)}:

قوله عزَّ وجلَّ: {يُدَبِّرُ} يحتمل أن يكون في موضع رفع على أنَّه خبر بعد خبر، وأن يكون في موضع نصب على الحال من المنوي في {اسْتَوَى}، وأن يكون مستأنفًا لا محل له.

وقوله: {مَا مِنْ شَفِيعٍ} في موضع رفع، و (من) مزيدة، أي: ما شفيع إلَّا من بعد إذنه.

{مِنْ} (١) من صلة شفيع. والمعنى: لا يشفع أحد لأحد إلَّا بعد أن يأذن له الله تعالى في الشفاعة.

وقوله: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ} الإشارة بـ {ذَلِكُمُ} إلى قوله: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي. . .} إلى قوله: {عَلَى الْعَرْشِ} أي: ذلك العظيم الموصوف بهذه الأشياء هو ربكم، وهو الذي يستحق العبادة منكم، فاعبدوه وحده، ولا تعبدوا معه غيره من ملك أو إنسان فضلًا عن جماد لا يضر ولا ينفع.

{إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (٤)}:

قوله عزَّ وجلَّ: {إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا} (مرجعكم) مبتدأ، والخبر {إِلَيْهِ}، و {جمَيعًا} حال من الكاف والميم، بمعنى: ترجعون إليه جميعًا، والمرجع: الرجوع.


(١) يعني الثانية.

<<  <  ج: ص:  >  >>