للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموج. والموج: مصدر قولك: ماج البحر يموج موجًا، إذا اضطربت أمواجه.

وقوله: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ}: أي: وأيقنوا بالهلاك. قال أبو إسحاق: أحاط بهم البلاء من كل ناحية، انتهى كلامه (١).

والإحاطة: الإحداق بالشيء.

وقوله: {دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ} قيل: (دعوا) بدل من ظنوا؛ لأن دعاءهم من لوازم ظنهم الهلاك، فهو ملتبس به (٢).

وقيل: هو جواب ما اشتمل عليه المعنى من معنى الشرط، كأنه قيل: لما ظنوا كيت وكيت دعوا الله (٣). وانتصاب {مُخْلِصِينَ} على الحال من الواو في (دعوا).

وقوله: {لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا} على إرادة القول، أي: قالوا، أو لأن الدعاء نوع من القول.

{فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٣)}:

قوله عز وجل: {فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ} (إذا هم) جواب لما، وهي للمفاجأة كالتي يجاب بها الشرط، وقد ذكر في غير موضع فيما سلف من الكتاب (٤).


(١) معاني الزجاج ٣/ ١٤. وعبارة (من كل ناحية) ليست في النسخة التي بين يديّ.
(٢) قاله الزمخشري ٢/ ١٨٦.
(٣) قاله الأخفش ١/ ٣٧١. والطبري ١١/ ١٠٠. وحكاه ابن عطية ٩/ ٢٨ عن الأخير.
(٤) انظر إعرابه للآية (٢١) من هذه السورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>