للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هي صلة الإيمان؛ لأن هذا الفعل يتعدى بها، بشهادة قوله: {يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} (١)، فلما حذف الجار وصل الفعل إلى (أنّ) فصار في موضع نصب لعدم الجار، أو جر على إرادته على الخلاف المشهور المذكور في غير موضع.

و(إنَّه) بالكسر (٢) على الاستئناف بدلًا من {آمَنَتْ}؛ لأن قوله: {أَنَّهُ لَا إِلَهَ} في المعنى إيمان، أو على إضمار القول، أي: آمنت فقلت إنه، وإضمار القول في هذا النحو كثير، والضمير في {أَنَّهُ} ضمير الشأن والحديث.

{الْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (٩١)}:

قوله عز وجل: {الْآنَ} الهمزة للاستفهام دخلت على (الآن) الذي يراد به الوقت الحاضر على وجه التوبيخ والتقريع، وعامله محذوف، أي: أتؤمن الآن؟ أو آلآن تؤمن؟ وقد مضى الكلام على ما فيه من وجوه العربية فيما سلف من الكتاب (٣).

{فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (٩٢)}:

قوله عز وجل: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ} اليوم: ظرف للتنجية، و {بِبَدَنِكَ}: في موضع الحال من الكاف، أي: نخلصك ونبعدك مما وقع فيه أتباعك من قعر البحر عاريا لست إلّا بدنًا من غير لباس، أو كاملًا سويًا لم يأكله شيء من دواب الماء ولم يتغير، أو فريدًا وحيدًا مجردًا من ملكه وجيشه.


(١) سورة البقرة، الآية: ٣.
(٢) قرأها: حمزة، والكسائي، وخلف. انظر السبعة / ٣٣٠/. والحجة ٤/ ٢٩٥. والمبسوط / ٢٣٦/.
(٣) انظر إعرابه للآية (٧١) من البقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>