للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأحوال الماضية (١). {وَالَّذِينَ آمَنُوا} ومن آمن معهم.

وقوله: {كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا} محل الكاف الرفع بالابتداء، وفي خبره وجهان:

أحدهما: محذوف، وهو ناصب قوله: {حَقًّا}، أي: مثل ذلك الإِنجاء يحق علينا حقًّا ننجي المؤمنين منكم، ونهلك المشركين.

والثاني: {نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ}، و {حَقًّا عَلَيْنَا} اعتراض وتأكيد للكلام، أي: حق ذلك حقًّا، والإِشارة بذلك إلى الإِنجاء.

أو النصب على أنه نعت لمصدر محذوف، أي: ننجي المؤمنين منكم إنجاء مثل ذلك الإِنجاء، و {حَقًّا} بدل منه، أو مصدر وفعله محذوف، أي: يحق ذلك علينا، أو حق حقًّا.

وقرئ: (نُنْجِي) و (نُنَجِّي) بالتخفيف والتشديد (٢). والإِنجاء والتنجية لغتان فصيحتان بمعنىً.

{وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٠٥)}:

قوله عز وجل: {وَأَنْ أَقِمْ} عطف على قوله: {أَنْ أَكُونَ} (٣).

و(أن) مصدرية موصولة فيهما، ومحله النصب لعدم الجار وهو الباء، أو الجرِّ على إرادته على الخلاف المشهور المذكور في غير موضع.


(١) الكشاف ٢/ ٢٠٥.
(٢) كلهم قرأ (نُنَجِّي رسلنا) بالتشديد، غير يعقوب فإنه قرأها بالتخفيف. وكلهم قرأ (نُنَجِّ المؤمنين) بالتشديد، غير يعقوب، والكسائي، وحفص عن عاصم فإنهم قرؤوها بالتخفيف. انظر السبعة / ٣٣٠/. والحجة ٤/ ٣٠٥ وفيه تصحيف مقصود ينبغي أن ينبه عنه في طبعة جديدة، وانظر التذكرة ٢/ ٣٦٨. والكشف ١/ ٥٢٣.
(٣) من الآية التي قبلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>