للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ} (جاثمين) خبر أصبح، و {فِي دِيَارِهِمْ} من صلة الخبر.

{كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ (٦٨)}:

قوله عز وجل: {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا} قد مضى الكلام عليه في "الأعراف" (١).

وقوله: {أَلَا إِنَّ ثَمُودَ}، و {ثَمُودَ} كلاهما قرئ بالتنوين على أنه اسم مذكر ذهابًا إلى الأب، أو إلى الحي، وبتركه (٢) على أنه اسم للقبيلة، والمانع له من الصرف التعريف والتأنيث.

{وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (٦٩)}:

قوله عز وجل: {بِالْبُشْرَى} هي البشارة، مصدر كالقربى والزلفى، في موضع الحال من الرسل، أي: مبشرات بالولد، وقيل: بهلاك قوم لوط (٣).

وقوله: {قَالُوا سَلَامًا} اختلف في نصبه على وجهين:

أحدهما: مصدر وفيه وجهان:

أحدهما - سلموا سلامًا، فأقيم {قَالُوا} مقام سلموا؛ لأن التسليم قول.

والثاني - قالوا سَلَّم الله عليك سلامًا.


(١) آية (٩٢) حيث سبقت العبارة هناك.
(٢) قرأ حمزة، وحفص عن عاصم، ويعقوب: (ألا إن ثمودَ) غير منون في جميع القرآن.
وقرأها الباقون (ثمودًا) بالتنوين. وقرأ الكسائي وحده: (ألا بعدًا لثمودٍ) بالتنوين والخفض. وقرأ الباقون: (لثمودَ) بالفتح غير منون. انظر السبعة/ ٣٣٧/. والحجة ٤/ ٣٥٤. والمبسوط ٢٤٠ - ٢٤١. والتذكرة ٢/ ٣٧٣.
(٣) القولان في الطبري ١٢/ ٦٨. ونسب الماوردي ٢/ ٤٨٢ الأول للحسن، والثاني لقتادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>