للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (١١٣)}:

قوله عزَّ وجلَّ: {وَلَا تَرْكَنُوا} الجمهور على فتح الكاف، وماضيه ركِن بالكسر، يقال: ركِن إليه يركَن، بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر ركونًا، إذا مال إليه وسكن.

وقرئ: بضمها (١)، وماضيه ركَن بالفتح، وهما لغتان، وحُكي ركَن يركَن بالفتح فيهما على الجمع بين اللغتين.

ومعنى ذلك أنه سمع مَن لغتُهُ الفتحُ في الماضي، ففتحها في المستقبل على لغة غيره، فنطق بها على ذلك، وهذا وشبهه عند قوم من اللغات المتداخلة (٢).

وعن أبي عمرو: (وَلَا تِركنوا) بكسر التاء وفتح الكاف (٣)، على لغة تميم في كسرهم حروف المضارعة في كلّ مكان من باب فعِل يفعَل - بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر ما خلا الياء، استثقالا للكسرة فيها نحو: علمت تِعلَمُ، وأنا إعلمُ، ونحن نِعلَمُ، ونحوه قراءة من قرأ: (فتِمسكم النار) بكسر التاء وهو الأعمش وغيره (٤).

وكذلك ما في أول ماضيه همزة وصل مكسورة نحو: تِنطلق، (ويومَ


(١) قراءة شاذة نسبت إلى طلحة، وقتادة، والأشهب، ورويت عن أبي عمرو. انظر إعراب النحاس ٢/ ١١٦. والمحتسب ١/ ٣٢٩. ومختصر الشواذ / ٦١/. والمحرر الوجيز ٩/ ٢٣٣. وزاد المسير ٤/ ١٦٥.
(٢) انظر المحتسب الموضع السابق.
(٣) كذا أيضًا حكاها عنه صاحب الكشاف ٢/ ٢٣٧. وابن الجوزي في الزاد ٥/ ١٦٥، وهي ليست من المتواتر.
(٤) انظر قراءة الأعمش، ويحيى بن وثاب، وطلحة بخلاف، ورويت عن حمزة: إعراب النحاس ٢/ ١١٦. والمحتسب ١/ ٣٣٠. والمحرر الوجيز ٩/ ٢٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>