للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثَبَّتْنَاكَ} (١)، {وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ} (٢)، و {لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ} (٣).

وقوله: {أُولُو بَقِيَّةٍ} الجمهور على كسر القاف، وتشديد الياء، يقال: بقي الشيء يبقى بقاء، وبقي من الشيء بقيّة، أي: فهلَّا كان من القرون الماضية ذوو فضل وخير.

قيل: وسمي الفضل والجود بقيّة، لأنَّ الرجل يستبقي مما يخرجه أجوده وأفضله، فصار مثلًا في الجودة والفضل، ويقال: فلان من بقية القوم، أي: من خيارهم (٤).

وقرئ: (أولو بقْيَةٍ) بإسكان القاف وتخفيف الياء (٥)، وهو مصدر بقَاه يبقِيه - بفتح العين في الماضي وكسرها في الغابر - بقية، إذا راقبه وانتظره.

وفي الحديث: "بَقَينَا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (٦)، أي: انتظرناه، أي: فهلا كان منهم ذوو مراقبة وخشية من انتقام الله، كأنهم ينتظرون إيقاعه بهم لإشفاقهم. وواحد {أُولُوا}: ذو.

وقوله: {فِي الْأَرْضِ} يحتمل أن يكون من صلة {يَنْهَوْنَ}، وأن يكون حالًا من الفساد.


(١) سورة الإسراء، الآية: ٧٤.
(٢) سورة الفتح، الآية: ٢٥.
(٣) سورة القلم، الآية: ٤٩. وهذا القول للزمخشري عقب كلام الخليل.
(٤) الكشاف ٢/ ٢٣٨. وقال ابن عطية ٩/ ٢٣٨: وإنما قيل بقية، لأنَّ الشرائع والدول ونحوها قوتها في أولها، ثم لا تزال تضعف، فمن ثبت في وقت الضعف فهو بقية الصدر الأول.
(٥) قرأها أبو جعفر فيما روى ابن جماز عنه، وهي رواية عن نافع أيضًا، وقرأها شيبة. واختلف في ضبطها، فحكاها ابن عطية ٩/ ٢٣٨ وتبعه أبو حيان ٥/ ٢٧١ بضم الباء، وسكون القاف. وحكاها ابن الجوزي ٤/ ١٧٠. وابن الجزري ٢/ ٢٩٢. والبنا ٢/ ١٣٧ بكسر الباء، وإسكان القاف، وتخفيف الياء. قال في النشر: ترجمها أبو حيان بضم الباء فوهم.
(٦) الحديث في فضل تأخير صلاة العشاء، وقد أخرجه أبو عبيد في الغريب ٤/ ٢٢٤. وأبو داود كما في جامع الأصول ٥/ ٢٤٨. وعون المعبود ٢/ ٨٩. وانظر الفائق ١/ ١٢٣. والنهاية ١/ ١٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>