قوله عزَّ وجلَّ:{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}(القصص) هنا: يحتمل أن يكون بمعنى المقصوص كالنفض والسلب، بمعنى المنفوض والمسلوب، تسمية للمفعول بالمصدر كخَلْقِ الله، وضَرْبِ الأمير، وأن يكون مصدرًا على بابه كالطلب وشبهه مما هو على وزنه.
فإذا فهم هذا، فـ {أَحْسَنَ} على الوجه الأول: مفعول به، أي: نتلو عليك أحسن الحديث، وعلى الثاني: منصوب على المصدر لإضافته إليه، أي: نبين لك أحسن البيان، ونتلو عليك أحسن التلاوة، ويكون المقصوص على هذا الوجه محذوفًا دل عليه قوله:{بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ} و (ما) مصدرية، أي: بإيحائنا إليك. و {هَذَا} مفعوله. و {الْقُرْآنَ}، منعت أو عطف بيان له.
(١) انظر هذا القول في إعراب النحاس ٢/ ١١٩. ومشكل مكي ١/ ٤١٨.