للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو الفتحِ: أما غَيابَة: فاسم جاء على فَعَالَةٍ، ونظيرها من الأسماء التي جاءت على فَعَالٍ: الجَبَانُ، والكَلاءُ، والتيارُ، والفَخَارُ. وأما (غيبة) فهي مصدر فَعْلَة من غِبْتُ، كقولك: في ظلمة الجب. ويجوز أن يكون موضعًا على فَعْلَةٍ كالقَرْمَةِ والجَرْفَةِ (١).

{يَلْعَبْ} البئر التي لم تُطْوَ، سميت جُبًّا لأنها قطعت قطعًا، ولم يحدث فيها غير القطع من طي وشبهه، وتجمع على جِبابٍ وجِببٍ.

وقوله: {يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ} الجمهور على الياء في قوله: {يَلْتَقِطْهُ} النقط من تحته حملًا على لفظ {بَعْضُ}، وقرئ: (تلتقطه) بالتاء النقط من فوقه (٢) حملًا على المعنى، لأن بعض السيارة سيارة، كقوله:

٣١٩ - ................. ... كَمَا شرِقَتْ صَدْرُ القَنَاةِ مِنَ الدَّمِ (٣)

ومنه: ذهبتْ بعضُ أصابعه. والسيارة: الجماعة المسافرون، سُمُّوا بذلك لسيرهم في الطريق.

{قَالُوا يَاأَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ}:

قوله عز وجل: {مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا} (ما) استفهام في موضع رفع بالابتداء، و {لَكَ} الخبر، و {لَا تَأْمَنَّا} في موضع نصب على الحال، والنون والألف في موضع نصب مفعول تأمن، والأصل: (تأمننا) وفيه أربعة أوجه، وقد قرئ بهن:

{لَا تَأْمَنَّا} بإظهار النونين (٤) لكونهما من كلمتين.


(١) انظر المحتسب الموضع السابق، وفيه بدل (الجبان): (الجبار).
(٢) قرأها الحسن، ومجاهد، وقتادة، وأبو رجاء. انظر إعراب النحاس ٢/ ١٢٦. والشواذ/ ٦٢/. والمحرر الوجيز ٩/ ٢٥٥.
(٣) تقدم هذا الشاهد برقم (١٢٧) وخرجته هناك.
(٤) قرأها طلحة بن مصرف كما في إعراب النحاس ٢/ ١٢٧. والمحرر الوجيز ٩/ ٢٥٦. ونسبت في مختصر الشواذ/ ٦٢/ إلى الأعمش.

<<  <  ج: ص:  >  >>