للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن الحسن: (عُشَيًّا) (١) [وهو تصغير عَشِيٍّ، يقال: أتيته عُشَيًّا] (٢) أي: عَشِيًّا، وعنه أيضًا: (عُشًا) بضم العين والقصر (٣)، وقال: عُشوا من البكاء، وهو جمع عاش، والأصل: عُشَاةٌ كَغَازٍ وغُزَاةٍ، وماشٍ ومُشَاةٍ، فحذفت الهاء تخفيفًا وهي مرادة كقوله:

٣٢٠ - أَبْلَغِ النُّعْمَانَ عَنّي مأْلُكًا ... .................... (٤)

أراد مألكة، فحذف الهاء تخفيفًا، وهذا قول أبي الفتح، ثم قال: وفيه بَعْدَ هذا ضعفٌ، لأن قَدْرَ ما بَكَوا في ذلك اليوم لا يعشو منه الإنسان، انتهى كلامه (٥).

وانتصابه على هذه القراءة على الحال من الواو في {وَجَاءُوا} وكذا {يَبْكُونَ}.

وقوله: {نَسْتَبِقُ} في موضع الحال، أي: ذهبنا مستبقين، أي: متسابقين، والافتعال والتفاعل يشتركان، كالانتضال والتناضل، والارتماء والترامي، وغير ذلك، والمعنى نتسابق في العَدْوِ أو في الرمي، ليعلم أينا أشد عَدْوًا، أو أينا أحسن رميًا. وفي التفسير: ننتضل (٦).


(١) انظر قراءة الحسن - رحمه الله - هذه في الكشاف ٢/ ٢٤٦. والبحر المحيط ٥/ ٢٨٨. والدر المصون ٦/ ٤٥٥.
(٢) ما بين المعكوفتين ساقط من (أ) و (ب).
(٣) انظر قراءة الحسن هذه في المحتسب ١/ ٣٣٥. والكشاف ٢/ ٢٤٦. والمحرر الوجيز ٩/ ٢٦١.
(٤) صدر بيت لعدي بن زيد، وعجزه:
................... ... أنه قد طال حبسي وانتظاري
وانظر الشاهد في الشعر والشعراء/ ١٣٣/. والجمهرة ٢/ ٩٨٢. والاشتقاق/ ٢٦/. والأغاني ٢/ ١١٤. والمحتسب ١/ ٣٣٥. وفصل المقال/ ٢٦٦/. ومقاييس اللغة ١/ ١٣٣. والمخصص ١٢/ ٢٢٦. والمحرر الوجيز ٩/ ٢١٦. والمألك، والمألكة: الرسالة.
(٥) المحتسب ١/ ٣٣٥.
(٦) ذكره الطبري ١٢/ ١٦٢. والزجاج ٣/ ٩٥. والنحاس في المعاني ٣/ ٤٠٢. والانتضال: التسابق بالرمي.

<<  <  ج: ص:  >  >>