للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الزمخشري: الهاء للسكت (١)، وليس بشيء، لأن هاء السكت لا تكون متحركة موصولة، وإنما هي من صفات الضمائر في الأمر العام.

وقوله: {وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} أي: جرحنها، كقولك: كنت أقطع اللحم فقطعت يدي، تريد: جرحتها.

قال أبو إسحاق: وهذا مستعمل في الكلام، يقول الرجل: قد قطعت يدي، وهو يريد الجُرْحَ والخَدْشَ (٢).

وقوله: {وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ} حاشا: كلمة يستثنى بها وتفيد معنى التنزيه في باب الاستثناء، تقول: أساء القوم حاشا زيدٍ، قال:

٣٢٩ - حاشا أبي ثَوْبانَ إِنَّ به ... ضنًّا عَنِ المَلْحاةِ والشَّتْمِ (٣)

وقد تكون حرفًا جارًا، وقد تكون فعلًا، فإن جعلتها فعلًا نصبت بها، وإن جعلتها حرفًا جررت بها نحو: ضربت القوم حاشا زيدًا، وضربتهم حاشا زيدٍ، وهي هنا فعل، إذ لو كانت حرفًا لما دخلت على الحرف، لأن حرف الجر لا يدخل على مثله، مأخوذ من الحشا وهو الناحية، يقال: كنت في حشا فلان، أي: في ناحيته، و: لا أدري أي الحشا أخذ، أي: أي الناحية أخذ؟ وإذا كان فعلًا من هذا فلا بد له من فاعل، وفاعله يوسف - عليه السلام -، أي: حاشا يوسف، أي: بَعُدَ عن هذا الذي رُمِيَ به لله، أي: لخوفه، فحذف المضاف، كأنه صار في ناحية مما رمي به.

وقرئ: (حاشا) بألفين على الأصل (٤)، و (حاش) بحذف الألف الثانية


(١) الكشاف الموضع السابق.
(٢) معاني الزجاج ٣/ ١٠٦ والذي فيه بعد قطعت يدي: يعنى أنك قد خدشتها.
(٣) هكذا استشهد به أهل اللغة والنحو، ويظهر أنه ملفق من بيتين للجميح كما في المفضليات / ٣٦٧/. وانظر الشاهد في مجاز القرآن ١/ ٣١٠. وجامع البيان ١٢/ ٢٠٨. وحجة الفارسي ٤/ ٤٢٢. والمحتسب ١/ ٣٤١. والكشاف ٢/ ٢٥٣. والمحرر الوجيز ٩/ ٢٩٢. والإنصاف ١/ ٢٨٠. والبيان ٢/ ٤٠.
(٤) هذه قراءة أبي عمرو وحده من العشرة. انظر السبعة/٣٤٨/. والحجة ٤/ ٤٢٢=

<<  <  ج: ص:  >  >>