للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {مَا نَبْغِي} في (ما) وجهان:

أحدهما: استفهام في موضع نصب بـ {نَبْغِي}، بمعنى: أي شيء نطلب بعد هذا؟

والثاني: نفي.

وفي (نبغي) وجهان:

أحدهما: بمعنى نطلب، فيكون المفعول محذوفًا، وفيه وجهان، أحدهما: تقديره ما نطلب منك ما نرجع به، فهذه بضاعتنا ردت إلينا فننصرف بها إلى مصر. والثاني: ما نبغي شيئًا وراء ما فعل بنا من الإحسان.

والثاني: بمعنى التعدي والتزيد، فيكون لازمًا، أي: ما نبغي في القول وما نتزيد في وصفنا لك من إحسان الملك وإكرامه. قيل: وكانوا قالوا له: إنا قدمنا على خير رجل أَنْزَلنا وأَكْرَمَنا كرامةً لو كان رجلًا من آل يعقوب ما أكرمنا كرامته (١).

وعن ابن مسعود - رضي الله عنه -: (ما تبغي) بالتاء النقط من فوقه (٢) على مخاطبة يعقوب عليه السلام، على معنى: أي: شيء تطلب وراء هذا من الإحسان، أو من الشاهد على صدقنا (٣)؟

وقوله: {وَنَمِيرُ أَهْلَنَا} أي: ونجلب إليهم الميرة، وهي الطعام يمتاره الإنسان، وقد مار أهلَه يميرُهم مَيْرًا، إذا أتاهم بالطعام من بلد آخر. ومنه


(١) انظر هذا القول في الكشاف ٢/ ٢٦٥. وفي (ب) و (ط) بعد كرامته: (فيكون المفعول محذوفًا). ولا وجه لهذه العبارة لأن الفعل لازم.
(٢) انظر قراءته - رضي الله عنه - في مختصر الشواذ/ ٦٤/. والكشاف ٢/ ٢٦٥. ونسبها ابن عطية ٩/ ٣٣٤ إلى أبي حيوة. وزاد ابن الجوزي ٤/ ٢٥٢ في نسبتها إلى ابن يعمر، والجحدري. وفي مختصر الشواذ أنها قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(٣) في (أ): صدقه.

<<  <  ج: ص:  >  >>