للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ} محل {مِنْ قَبْلُ} النصب على الحال من {رُؤْيَايَ}، أي: سابقة، والعامل ما في هذا وذا من معنى الفعل، ويحتمل أن يكون ظرفًا للرؤيا.

وقوله: {قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا} محل الجملة النصب على الحال. و {حَقًّا} مفعول ثان على جَعْلِ الجَعْلِ بمعنى التصيير، ولك أن تجعله مصدرًا من غير لفظ الفعل على تضمين الجعل معنى التحقيق، أي: وحققها ربي حقًّا، أي: تحقيقًا. والأول أحسن لسلامته من التأويل والتقدير.

وقوله: {وَقَدْ أَحْسَنَ بِي} في الباء وجهان: أحدهما على بابها والمفعول محذوف، أي: وقد أحسن صنعه بي. والثاني: بمعنى إلى، و {إِذْ} ظرف لصنعه أو لأحسن.

وقوله: {وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ} أي: من البادية، لأنهم كانوا أهلَ عُمُدٍ وأصحابَ مواشٍ، وأصلُ البدو: الظهور، من بدا يبدو.

وقوله: {مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ} أي: أفسد وأغرى، قيل: وأصله من نَخْسِ الرائِض الدَّابَّةَ وحمله على الجري، يقال: نَزَغَهُ وَنَسَغَهُ، إذا نَخَسَهُ. وَنَزَغَهُ بكلمةٍ، أي: طعن فيه.

{رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (١٠١)}:

قوله عز وجل: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ} في (مِنْ) وجهان: أحدهما للتبعيض، لأنه أوتي ملك مصر ولم يؤت ملك الدنيا. والثاني: للتبيين. وكذلك القول في (مِنْ) في قوله: {مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} (١).


(١) انظر الوجهين أيضًا مع بعض التوضيح في معاني الزجاج ٣/ ١٢٩. ومعاني النحاس ٣/ ٤٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>