الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

إعراب سورة الرعد - ج: 3 - ص: 653

منقولة من فَعُلة، فاعرفه فإنه من كلام أبي الفتح - رحمه الله - (١).

وقرئ: (المُثُلات) بضمتين (٢)، إما على إتباع الفاء العين، وإما فيها لغيّة أخرى، وهي مُثُلَةٌ كَبُسُرَةٍ فيمن ضم السين، وإما فيها لغة ثالثة وهي مُثْلَةٌ كغُرْفَةٍ في معنى مَثُلَةٍ، وهي العقوبة التي تبقي شيئًا في صاحبها. قال الرماني: هي لغة تميم.

وقرئ أيضًا: (المُثْلات) بضم الميم وسكون الثاء (٣). وهي إما تخفيف المُثُلات بضمتين على الأوجه الثلاثة، أو تخفيف الواحد وهي مُثْلَةٌ ثم جمع على ذلك، أو جمع على اللغة الثالثة وهي مُثْلَةٌ، فاعرفه فإن فيه أدنى غموض وإشكال.

وأجاز أبو الفتح فيه وجهين آخرين:

أحدهما: أن يكون أراد - يعني القارئ - المَثُلات بفتح الميم وضم الثاء، ثم آثر إسكان الثاء استثقالًا للضمة، ففعل ذلك إلا أنه نقل الضمة إلى الميم، فقال: المُثْلات، كما قالوا في عَضُدٍ: عُضْدٌ، وفي عَجُزٍ: عُجْزٌ.

والآخر: أن يكون خفف في الواحد بنقل ضمة العين إلى الفاء بعد حذف حركة الفاء، ثم جمع على ذلك فقال: المُثْلات (٤).

وقرئ أيضًا: (المُثَلاتُ) بضم الميم وفتح الثاء (٥)، وهي جمع مُثْلَةٍ كَرُكَبَاتٍ وظُلَمَاتٍ في جمع رُكْبَةٍ وَظُلْمَةٍ على قول من فتح العين في الجمع هربًا

---

(١) المحتسب ١/ ٣٥٤.
(٢) نسبها النحاس في معانيه ٣/ ٤٧٢ إلى الأعمش. ونسبها ابن خالويه في شواذه /٦٦/. وابن عطية في محرره ١٠/ ١٣ إلى عيسى بن عمر، وقال ابن عطية: ورويت عن أبي عمرو. كما نسبها ابن الجوزي في زاده ٤/ ٣٠٥ إلى كثيرين عن هؤلاء.
(٣) رواية أخرى عن الأعمش كما في معاني النحاس الموضع السابق. وهي قراءة يحيى بن وثاب كما في مختصر الشواذ / ٦٦/. والمحتسب ١/ ٣٥٣. والمحرر الوجيز ١٠/ ١٣.
(٤) المحتسب الموضع السابق.
(٥) لم أجد - على كثرة المصادر - مَن ذَكَرَ أن هذه قراءة، لكن حكاها أبو إسحاق ٣/ ١٤٠. والنحاس في معانيه ٣/ ٤٧٣. والقرطبي ٩/ ٢٨٤ - ٢٨٥ كوجه جائز.