أحدهما، والخبر يكون على عدد المخبر عنه، فلذلك قدرت (ذوا) دون (ذو). ولك أن تقدر {سَوَاءٌ} بمعنى اسم الفاعل، فيكون في هذا الوجه مثنى في المعنى، ولا حذف على هذا الكلام لا من أوله ولا من آخره، كأنه قيل: من أسر ومن جهر مستويان، كما تقول: هما زَوْرٌ، على الوجهين: إما على: ذوا زور، أو زائران، فاعرفه.
{مِنْكُمْ} في موضع نصب على الحال من المنوي في {سَوَاءٌ}، ولا يجوز أن يكون حالًا من المنوي في {أَسَرَّ} أو {جَهَرَ}؛ لأن ما كان في صلة الموصول لا يتقدم عليه.
وقوله:{وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ} عطف أيضًا، وكذا (سارب)، والتقدير: ومن هو سارب، لا بد من هذا التقدير حتى يتناول معنى الاستواء المستخفي والسارب، لأنك لو عطفته على {مُسْتَخْفٍ} كان معنى الاستواء متناولًا واحدًا هو مستخف وسارب، اللهم إلا أن تجعل (من) في معنى الاثنين، كقول الفرزدق:
أي: نكن مثل إنسانين يصطحبان، فحينئذ يجوز عطفًا على {مُسْتَخْفٍ}، كأنه قيل: سواء منكم اثنان: مستخف بالليل وسارب بالنهار، أي: مستتر بالليل متوارٍ به، وظاهر في سَرَبه، أي: في طريقه، من قولهم: سَرَبَت الإبل تَسْرُبُ سُرُوبًا، إذا مضت في الأرض ظاهرة حيث شاءت.
ولله در أبي إسحاق حيث أوضح وقال: الجاهر بنطقه والمضمر له في