للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مستأنفة لا محل لها من الإعراب، وقد جُوّز أن تكون حالًا من الهاء والميم في {لَهُمْ} (١).

{إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (٢٦)}:

قوله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي}: يستحيي بياءين: لغة أهل الحجاز (٢)، ووزنه: يستفعل، ولم يستعمل منه فعل على هذا المعنى بغير السين، وليس معناه الاستدعاء والطلب. وفيه لغتان: التعدي بالجار، والتعدي بنفسه، يقال: استحييت منه، واستحييته بمعنىً، وهما مُحتمِلَتان هنا، وعينه ولامه ياءان من الحياء، والهمزة منقلبة عن ياء هي لامٌ بدلالة حَيِيت، وحَيِيَ زيد.

وبياء واحدة: لغة تميم (٣)، وبها قرأ بعض القراء (يستحي) بياء واحدة (٤)، ووزنه (يستفع)، والمحذوفة هي اللام لتطرفها ولكونها تحذف في الجزم، وحذفها لالتقاء الساكنين هي والعين، وذلك أن اللام تحذف حركتها استخفافًا، كما تحذف في نحو: يقضي، والعين تنقل حركتها إلى الفاء.

وقيل: المحذوفة هي العين، ووزنه (يستفل) وليس بالمتين، لأن ما كان لامه معتلًا لم يُعِلُّوا عينه، بدلالة أنهم قالوا: أَحييتُ وحَويتُ، وإنما


(١) كذا قال العكبري ١/ ٤٢، وذكره السمين ١/ ٢٢٠ عنه.
(٢) كذا قال الأخفش ١/ ٥٨، والنحاس ١/ ١٥٢. وانظر الصحاح (حيا).
(٣) كذا أيضًا في معاني الأخفش، وأضاف النحاس: وبكر بن وائل. انظر التخريج السابق.
(٤) رويت عن ابن كثير في بعض الطرق عنه، كما نسبت إلى ابن محيصن، ومجاهد، ويعقوب.
انظر إعراب النحاس ١/ ١٥٢، وإعراب القراءات السبع ١/ ٧٥، والكشاف ١/ ٥٥، والمحرر الوجيز ١/ ١٥١، وزاد المسير ١/ ٥٤، والقرطبي ١/ ٢٤٢، والبحر المحيط ١/ ١٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>