للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرئ أيضًا: (بلُسُن قومه) بضم اللام، والسين مضمومةٌ أو ساكنة (١)، وهو جمع لسانٍ ككتابٍ وكُتُبٍ وكُتْبٍ على التخفيف.

وقوله: {لِيُبَيِّنَ} من صلة {أَرْسَلْنَا}.

وقوله: {فَيُضِلُّ اللَّهُ} مستأنف، ولم يُنْصَبْ عطفًا على {لِيُبَيِّنَ}، لأن الرسل أُرسلوا للبيان لا للضلال (٢).

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (٥)}:

قوله عز وجل: {أَنْ أَخْرِجْ} في {أَنْ} هنا وجهان:

أحدهما: هي المفسرة، بمعنى: أي أَخرج، لأن الإرسال فيه معنى القول، كأنه قيل: أرسلناه وقلنا له أخرج، أو لأن الإرسال نوع من القول.

والثاني: هي الناصبة للفعل، أي: بأن يخرج، وإنما حسن أن توصل بفعل الأمر، لأن الغرض وصلها بما تكونُ معه في تأويل المصدر وهو الفعل، والأمر وغيره سواء في الفعلية، قال صاحب الكتاب - رحمه الله -: تقول: كتبت إليه أن قم، وأمرته أن قم، إن شئت كانت (أن) وُصلتْ بالأمر والتأويل [تأويل] الخبر، المعنى: كتبت إليه أن يقوم، وأمرته أن يقوم، إلا أنها وصلت بلفظ الأمر للمخاطب، والمعنى معنى الخبر، قال: ويجوز أن يكون في معنى (أي) ومثله: أرسلت إليه أن قم. والمعنى: أي قم، انتهى كلامه (٣).


(١) نسبها ابن خالويه (٦٨) إلى جناح بن حبيش. ونسبها ابن الجوزي ٤/ ٣٤٥ إلى أبي رجاء، وأبي المتوكل، والجحدري. وانظر سكون السين في الكشاف ٢/ ٢٩٣. والبحر ٥/ ٤٠٥. والدر المصون ٧/ ٦٩. وروح المعاني ١٣/ ١٨٥. بدون نسبة.
(٢) أجاز الزجاج النصب على بعد. وانظر الوجهين مع تعليلهما في معانيه ٣/ ١٥٤. وإعراب النحاس ٢/ ١٧٨. ومشكل مكي ١/ ٤٤٥.
(٣) انظر هذا النص منسوبًا لسيبوله في معاني الزجاج ٣/ ١٥٥. وانظر كلام سيبويه الذي هذا معناه في كتابه ٣/ ١٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>