الصفة أن يكون اسمًا مفردًا لا جملة، يدل على ذلك أن الجملة إذا جرت صفة للنكرة حكم على موضعها بإعراب المفرد الذي هي واقعة موقعه، فإذا قال: ثابت أصلها، فقد جرى لفظ المفرد صفة على النكرة، وإذا قال: أصلها ثابت، فقد وضع الجملة موضع المفرد، فالموضع إذًا له لا لها.
واختيرت قراءة الجمهور لوجهين:
أحدهما: لأجل "الإمام" مصحف عثمان - رضي الله عنه -.
والثاني: لكونها أقوى من جهة المعنى، وذلك أنك إذا قلت: ثابت أصلها، فقد أجريت ثابتًا صفة على شجرة، وليس الثبات لها، إنما هو للأصل، وإن كانت الصفة إذا كانت في المعنى لما هو من سبب الموصوف، فجرت عليه إلا أنها إذا كانت له كانت أخص لفظًا به، وإذا كان الثبات في الحقيقة إنما هو للأصل، فالمعتمد بالثبات هو الأصل ألا ترى أنك إذا قلت: مررت برجل أبوه قائم، كان أقوى معنى من قولك: مررت برجلٍ قائمٍ أبوه، لأن المُخبَرَ عنه بالقيام إنما هو الأب لا رجل، فاعرفه فإنه من كلام أبي الفتح (١).
وقوله:{تُؤْتِي أُكُلَهَا} في موضع الصفة للشجرة، أو في موضع الحال من معنى الجملة الثانية، أي: ترتفع مُعطية ثمرها كل وقت وقَّته الله لإثمارها.