للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمزيدة، فأبدلت المنقلبة همزة لوقوعها طَرَفًا بعد ألف زائدة، فالهمزة في (السماء) بَدَلٌ من ألف، والأَلِفُ التي أُبدلت الهمزة عنها بَدَلٌ من الواو، هذا مذهب المحققين من النحويين، وقد ذكر فيما سلف من الكتاب (١).

وقوله: {سَبْعَ سَمَاوَاتٍ}: {سَبْعَ} انتصب على أحد أربعة أوجهٍ:

إما على البدل من الضمير.

وإما لكونه مفعولًا ثانيًا لسوًّى على إجراء سوَّى مجْرَى صيّر.

أو لكونه مفعولًا به لسوَّى على تقدير: فَسَوَّى منهن سبع سماوات، ثم عومل معاملة (اختار) في قوله: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ} (٢).

وإما على الحال.

وقيل: الضمير في {فَسَوَّاهُنَّ} مُبْهَمٌ، و {سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} تفسيره، كقولهم: رُبَّهُ رَجُلًا، وهو من التعسف (٣)

قيل: ومعنى تسويتهن: تعديلُ خلقهن وتقويمُهُ، وإخلاؤه من العِوَجِ والفُطور ونحوهما (٤).

{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٣٠)}:

قول عز وجل: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ}: (إذ) ظرف لما مضى من الزمان، وإنما بني لتضمنه معنى الحرف الذي هو (في)، أو لكونه لم يستقل بنفسه،


(١) عند إعراب قوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ ... } [البقرة: ١٩].
(٢) سورة الأعراف، الآية: ١٥٥.
(٣) القول للزمخشري ١/ ٦١.
(٤) انظر المصدر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>